يا صديقي
قلت لي قولا جميلا
أنت صغيرا
مازلت طفلا يلعب
ما زلت حقيرا
أين أنت من رجال
بذلوا الدماء وتركوا العيال
أين أنت من فحول
أفنوا أعمارهم وأصبحوا كهول
في خدمة الدين والرسول
تحت راية الجهاد
كانوا عباد
حققوا بها النصر أو الاستشهاد
بذلوا الدماء
كانوا لا يرضون بالثناء
خشية الرياء
ولكن ياصديقي
عفوا أقول
آن لي أن أثور
علي روح جمود وتقليد
أراه تقليد
إني نظرت في الاحوال
رأيت أننا مازلنا عيال
ولكن إلي متي ننظر ونقول
إننا مازلنا عيال
إن الطريق طويل سحيق
لابد فيه من صديق
يأخذ بيد الصديق
وينمي فيه الثبات علي الطريق
ويتدارسا المعالم
التي أنت بها عالم
لابد أن يكون في مخيلتنا
أننا سنكون أبطال
وسنكون رجال في زمان
متي هذا الزمان ؟
لابد له من أوان
كيف هذا وأنت تقول إنني صغير
لابد للصغير أن يكبر
لابد للضعيف أن يقوي
لابد من إرادة
ولابد من خطوات
تُري ما هي تلك الخطوات ؟
خطوة مع النفس نؤنبها ونؤدبها
نقول في هدوء
هل أنت في صعود أم في هبوط
هل أنت في اقتفاء آثار الرسول
أم في أفول أم أنت في دمور
أري من أهم تلك الخطوات
أن نتدارك ما فات
بالبحث في الذكريات
سنتذكر كلمات سمعناها ووعيناها
ولكن تجاهلناها
وماذا حدث بعد مرور السنين
إننا مازلنا عيال
لا.............لا......... لا
إنه مما يأباه العاقل
ولا يرضي به الجبان
أن يكون بعد مرور السنين
مازال في زمرة العيال
أريد أن أٌقول
لابد من تشجيع علي الوصول
لابد من بناء
بناء علماء
أشرف صناعة
وبضاعتهم أربح بضاعة
لابد من صناعة مجتهدين
يسوسوا الناس ويسودوا العالمين
لابد من وجودهم حتي لا يضيع الدين
وآن لي أن أقول وأنا حزين
أين نحن ؟؟؟
إننا نقول هذا يقول وهذا يقول
وما خرج منا أحداً يقول
أنا أٌول في ضوء ما ثبت عندي من قول الرسول
أين نحن من الفحول ؟
إننا في زمان كثر فيه
من يدعي العلم ويخوض في الدين
لابد من رجال يردون الأباطيل
لابد من وجود من يرد تلك الأقاويل
لابد من وجود عالم رباني أصيل
لابد من وجود النخيل
أترانا قادرين علي أن نكون
أم أننا مازلنا عيال
ونظل عيال
وحان وقت الارتحال
أقول سلام
كفانا كلام
عذراً علي الملام
فأنا مازلت صغير ..
......
إيهاب محروس 20 -3- 1992